سقوط دولة أفغانستان في قبضة حرکة "طالبان" تداعيات الانسحاب الأمريکي ومواقف القوى الإقليمية ودول الجوار

نوع المستند : التقارير

المؤلف

الهيئة العامة للاستعلامات - مدير إدارة أمريکا الجنوبية / مستشار إعلامي سابق بسفارة مصر بالکويت

المستخلص

في أبريل الماضي، أعلن الرئيس الأمريکي جو بايدن، أن القوات الأمريکية سوف تنسحب من أفغانستان، وقبل انتهاء المدة المحددة للانسحاب الأمريکي ببضعة أيام، تمکّنت حرکة "طالبان" من السيطرة على العاصمة الأفغانية کابل في منتصف شهر أغسطس 2021، ضمن عملية عسکرية فاجأت جميع المراقبين والقوى المنخرطة في الصراع، وجاءت سيطرة "طالبان" على معظم أنحاء أفغانستان، لتتوج نجاحها بالاستيلاء على العاصمة کابول ودخول القصر الجمهوري من دون مقاومة، بعد مغادرة الرئيس "أشرف غني" خارج البلاد، عقب انهيار الجيش الوطني الأفغاني في مواجهة تقدم "طالبان" بشکل مباغت ومفاجئ، والتي أعلنت تشکيل الحکومة المؤقتة کخطوة أساسية في تشکيل حکومة "طالبان"، وأعلن المتحدث باسم حرکة "طالبان"، "ذبيح الله مجاهد"، في 19 أغسطس 2021 إقامة "إمارة أفغانستان الإسلامية".
ووسط کل الحسابات المتباينة والمتداخلة والمتشابکة في بعضها بالنسبة لمصالح دول الجوار والقوى الإقليمية المعنية بأفغانستان، لن يکون غريباً أن نشهد تنافساً وشداً وجذباً بين مختلف الأطراف لتأمين نفوذها في المنطقة بل والاتجاه لتوسيع نفوذها السياسي والدبلوماسي والأمني والاقتصادي في أفغانستان لضمان مصالحها في المستقبل، کالصين، بعد الانسحاب الأمريکي من أفغانستان، وفي ضوء مستجدات الوضع الحالي.
ويبدو أن معضلة المجتمع الدولي مستقبلاً ستکون هي التوافق على کيفية صياغة إستراتيجية دولية لمواجهة التحديات في أفغانستان والتوصل لأهمية معالجة الشواغل الأمنية والاستقرار الإقليمي ومعالجة الأزمة الإنسانية، في ظل المعطيات الراهنة والتي يفرضها مسار الأحداث في ضوء حقيقة سيطرة طالبان على الحکم في البلاد، بما في ذلک المشارکة المکثفة في القضايا الحساسة التي تواجهها أفغانستان والمنطقة بالتعاون مع الأفغان، وهم الأشد تضرراً، وأطراف الصراع، ومجلس الأمن الدولي، ومجموعة العشرين، والجهات المانحة الدولية، وبالطبع دول جوار أفغانستان بالمنطقة.

الكلمات الرئيسية