تحظى الهند بمکانة متميزة في الاستراتيجية الأمريکية في القارة الآسيوية، تلک المکانة التي لم تتغير بين الجمهوريين والديمقراطيين، إذ تکاد تکون الهند نقطة جوهرية في مسار التوافق بين الحزبين، إدراکاً لأهميتها الجيوستراتيجية في دعم الرؤية الأمريکية في المحيطين الهندي والهادي، وهو ما ادي الى تعمق العلاقات بين الهند والولايات المتحدة على امتداد العقدين الماضيين لتتحول إلى شراکة استراتيجية قوية على ثلاثة أصعدة: الاقتصاد، والدفاع/الصعيد العسکري، والقيم المشترکة في مواجهة التحدي الصيني. يبدو أن هناک بعض الأهداف المشترکة بين الولايات المتحدة والهند والتي تجمعها وتعزز العلاقات فيما بينهم، هذه الأهداف تتمثل في ضرورة إدارة القوة الصينية، وحماية الممرات البحرية في المحيط الهندي، وحماية الاقتصاد الدولي المفتوح، وتحقيق الاستقرار في منطقة مضطربة تشمل قلب التطرف الجهادي في باکستان وأفغانستان، ويثبتان لکل من يعشق النموذج الصيني للتطور الاستبدادي أن الديمقراطية هي أقوى أساس لتحقيق التطلعات الأساسية للبشرية. والانتهاء بتعدد السيناريوهات المستقبلية لتلک العلاقة بين الدولتين بين التقارب وتقوية العلاقات على المستوى العسکري، و تعزيز التعاون بين الدولتين وتجديد المبادرة الرباعية "کواد"، وأخيراً؛ توقيع معاهدة دفاع مشترک، ويعتبر السيناريو الأول هو الأکثر ترجيحاً.