النزعة الانسانية بين کونفوشيوس وسقراط

نوع المستند : الأبحاث العلمية الأصيلة

المؤلف

کلية الاداب /جامعة قناة السويس

المستخلص

ليس من المنطق أن نسلم بما يقول به کثرة من مؤرخى() الغرب أن الفکر والعلم هما حکرا على شعب بعينه أو أمة أو حضارة دون غيرها ، وذلک لأن الفکر ليس له وطن بعينه أو هوية أو جنسية أو دين أو عرق ، لأننا عندما نخص الفکر ونحصره فى أمة أو حضارة بعينها ، فنحن لا نظلم حضارات وشعوب أخرى بل نظلم الفکر البشري ذاته .
فالفکر البشري حر طليق لا يقيد بمکان ، بل ينمو ويزدهرعند من يدرک قيمته ويُسهم فى بنيته واستمرارايته بوعي وادراک عميق ، ويدرک الفطن أن الفکر بطبيعته وخصائصه هبة من الله لکل البشر عبر العصور، يتخلف ويتقدم بحاجة البشر ووعيها بقيمته فى حد ذاتها ، ومن ثم فالحضارة ليست ثمرة جهد فردي أو شعب أو مجموعة أمم ، بل هي صنع الإنسان فى مختلف عصوره القديمة شرقية کانت أم غربية .
الأمر الذى يدعونا إلى تأکيد حوار الحضارات وتواصلها الفکري والثقافي ؛ دون تفضيل حضارة على الأخرى ؛ أو التشدق بألفاظ فارغة من المضمون والقيمة بسبق المعجزة اليونانية فکريًا وفلسفيًا وعلميًا على سائر حضارات الشرق القديم ؛ ذلک الشرق الذى حاول الغربيون تقزيمه إلى حد الاختفاء من الوجود ، مع تهميش واستبعاد کل قيمه وأفکاره الأصيلة ، وما تبعه من تهليل وتهويل من الغربيين بأنهم أصل الفکر والفلسفة والعلم ؛ ومن نحن إلا شعوب شرقية تابعة ومستهلکة لأفکارهم.

الكلمات الرئيسية