استأثرت القارة الأسيوية، خلال العقود القليلة الماضية، بأسماء مؤثرة على الساحة الثقافية والأدبية العالمية، ليصبحون سفراء القارة في المضمار الإبداعي والفكري، فمن المعروف أن الآداب الآسيوية تضرب بجذورها منذ القدم فى عدد من الفلسفات المثالية والواقعية والمادية والروحية والواحدية والتعددية، فضلاً عن النزعة العدمية. والواقع تعكس الآداب الآسيوية، في تقاليدها العريقة، فهماً للأدب أوسع نطاقاً مما يتبادر إلى الأذهان عن المفهوم المعتاد عن الأدب. ومن بين أهم وأشهر الأدباء فى القارة الأسيوية، الأديب الياباني ذائع الشهرة، هاروكي موراكامي، وهو أحد أكثر الروائيين اليابانيين قراءة وأقلهم تحدثاً لوسائل الإعلام، وصاحب سلسلة الكتابات التى أثارت انتباه نخب المؤسسات الثقافية الدولية. لقد جذب موراكامي بأعماله شرائح واسعة من القراء على امتداد جغرافية العالم، ما مكنه من احتلال مرتبة الكاتب الأعلى تداولاً في المكتبات. كما حازت أعماله الخيالية والواقعية على ثناء النُّقَّاد حول العالم وليس في اليابان، فحسب. كذلك يٌعد من أهم مُؤلفي مرحلة ما بعد الحداثة الأدبية، إذ تتميَّز أعماله بالسيريالية والعَدَمِيَّة وتتمركز حول صياغة مفهوم الوحدة والغُرْبَة. حصد موراكامي العديد من الجوائز المرموقة في الأوساط الأدبية.