في ظاهرة أدبية استرعت انتباه الخبراء والمهتمين بالأدب، حقق مقال خطته إحدى العاملات المنزليات في الصين نجاحاً باهرا، كان - خلافاً للمتوقع - حديث وسائل الاعلام الصينية والعالمية على حد سواء، لم تتناسب نسب قراءته ومشاركته على مواقع التواصل الاجتماعي مع بساطة وضع كاتبته الاجتماعي والثقافي ولكنه حتماً كان بمثابة شرارة الانطلاق لنوع من الأدب يُطلق عليه أدب عاملات المنازل.
ترى ما هي الدلالة الاجتماعية والثقافية لذلك النجاح وماهي أبعاد ذلك النوع من الأدب في التراث الأدبي الصيني؟ هذا ما تجيب عنه هوي زياو/ Hui Faye Xiao ، الأستاذ المساعد ورئيس قسم لغات وثقافات شرق آسيا في جامعة كانساس الأمريكية، من خلال مقالها في عدد ربيع 2021 من مجلة World Literature Today الأدبية الشهيرة.
حيث شهدت الصين، منذ اطلاقها لبرنامج الإصلاح الاقتصادي عام 1978، ظاهرة هجرة أعداد كبيرة من النساء الريفيات للعمل في منازل الطبقة الوسطى في المدن كعاملات منزليات، تاركين خلفهم أسرهم وعائلاتهم في الريف. ولكن، عادة ما كان يتم اعتبار قرب هؤلاء العاملات المادي والنفسي من أرباب العمل مشكلة، وأحياناً كان يُرى كخطر حقيقي يتهدد الحفاظ على سلامة النظام داخل تلك المنازل. مؤخراً، تزايدت أعداد العمال المنزليين المشاركين في "المجموعة الأدبية في بيت العمال" الكائنة في بيكان/Picun، محطمين بذلك صمتاً طال أمده ليرووا قصصهم بأنفسهم، تلك القصص التي تلقي الضوء على مظاهر الظلم الاجتماعي واللامساواة والتي تتقاطع فيها مفاهيم الطبقية والنوع الجندريّ