مشروعات التعاون الإقليمي في آسيا في مجال الاقتصاد الأخضر

فى ظل التحولات والتغيرات الاقتصادية والتكنولوجية الهائلة والمتسارعة التى يشهدها العالم فى الوقت الراهن، وما نجم عنها من مخاطر وتهديدات بيئية، كانت هناك حاجة ملحة وضرورية لاستحداث أنماط وأساليب جديدة للتنمية تستهدف تحقيق الاستدامة البيئية، والتحول لنموذج الاقتصاد الأخضر، وما ينجم عنه من ملايين الوظائف التى تسهم فى تقليص معدلات البطالة والحد من معدلات الفقر على مستوى العالم بما يتوافق مع الأهداف الإنمائية. لذا تتمحور التوجهات الحالية لإعادة النظر في مقومات التنمية في إطار اهتمام المجتمع الدولي بالتطورات الحاصلة مثل تفاقم مشكلة البطالة وتزايد معدلات الفقر في مناطق ودول عديدة بالعالم، وذلك نتيجةً للتغيرات المناخية والأزمات العالمية كأزمة الغذاء والأزمة المالية والاقتصادية.

وتُعد مشروعات التعاون الإقليمي في آسيا بمجالات الاقتصاد الأخضر آلية فعالة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، حيث يمكن للدول من خلال التعاون المشترك تسريع وتيرة التقدم نحو تحقيق هذه الأهداف، وتحقيق التكامل الاقتصادي بين دول المنطقة، من خلال تشجيع الاستثمارات الخضراء والتجارة في المنتجات والخدمات البيئية، هذا بالإضافة إلى تعزيز الابتكار والتقدم التكنولوجي في مجالات الاقتصاد الأخضر، من خلال تبادل المعرفة والتكنولوجيا بين الدول، ودعم البحث والتطوير في هذه المجالات. ومن أبرز أوجه التعاون الإقليمي في آسيا في هذا الصدد: تجربة الآسيان كمنظمة للتعاون الإقليمي بين دول جنوب شرق آسيا، مبادرة النمو الأخضر" في كوريا الجنوبية، مبادرة الحزام والطريق الصينية، وقمة أبيك 2024.