منتدى التعاون العربي الصيني: الفرص والتحديات في الحقبة الجديدة

ركزت الدراسة على منتدى التعاون العربي الصيني الذي ساهم في تعزيز التعاون الثنائي والمتعدد الأطراف بين الصين والدول العربية في مختلف المجالات في الوقت الذي تشهد فيه المنطقة العربية وأيضا شرق اسيا وجنوب شرق اسيا توترات جيوبوليتيكية وتحولات في الخطط التنموية الوطنية نحو إصلاحات شاملة وحديثة ومؤثرة، وذلك لتحليل مراحل تطور واقع التعاون العربي الصيني التي تغطي المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والتكنولوجية والسياحية والإعلامية والفكرية، والتحديات التي تواجه التعاون بين الجانبين في سياق المصالح الوطنية، وسياسة التوجه شرقا، والبراغماتية التجارية والفرص الاستراتيجية. وهدفت الدراسة إلى تقديم منظور تحليلي كلي لمستقبل التعاون العربي الصيني في ظل هذه التحديات.

وتوصلت الدراسة من خلال استخدام المنهج التحليلي والمنهج التاريخي، واقتراب المصلحة الوطنية إلى عدد من النتائج منها: أنه علي الرغم من النتائج المثمرة التي حققها منتدي التعاون العربي الصيني في المجالات المتنوعة، فإنه يواجه تحديات كثيرة، أهمها أن الصين لا تزال تنظر للتعاون في اطار "البراغماتية التجارية"، علي نحو يجعل من الصعب تحقيق تعاون أمني أكثر موثوقية وإيجابية بين الجانبين بالرغم من التحولات في الدور الأمني للصين في المنطقة، ويستعصي علي بعض الدول العربية التي يربطها تعاون استراتيجي مع الولايات المتحدة الامريكية المضي قدما نحو تعزيز التوازن الاستراتيجي، كما أن نموذج التنمية الجديدة التي تشهده الصين المرتبط بالتحديات الداخلية والخارجية يتطلب فهم اعمق من صناع القرار في الدول العربي حتي يتماشى مع خطط التنمية الوطنية، بالنظر إلي أن التعاون الاقتصادي والتجاري مع بعض الدول العربية لا يفضي إلى تحقيق "المنفعة المتبادلة والكسب المشترك"، بالإضافة إلى أن التعاون السياسي بين الجانبين تستفيد منه بكين بشكل كبير.