التداعيات الاستراتيجية للحرب الإيرانية الإسرائيلية علي البرنامج النووي الإيراني

نوع المستند : الأبحاث العلمية الأصيلة

المؤلف

هيئة الطاقة الذرية

10.21608/sis.2025.442122.1240

المستخلص

شهدت العلاقات الإيرانية الإسرائيلية العديد من التوترات الاستراتيجية والأيديولوجية، فمنذ قيام الثورة الإسلامية عام 1979، اعتبرت إيران أن إسرائيل تمثل خصماً إقليمياً يجب مواجهته، بينما رأت إسرائيل في إيران تهديداً وجودياً متنامياً، خاصة مع توسع نفوذ طهران في المنطقة عبر دعم جماعات مسلحة مثل حزب الله في لبنان وحماس في غزة، كما ان الملف النووي الإيراني له دوراً محورياً في تأجيج الصراع، إذ اعتبرت إسرائيل أن امتلاك إيران للتكنولوجيا النووية سيكون له تأثير علي موازين القوى ويمنحها قدرة ردع خطيرة، ومنذ بداية الهجوم الإسرائيلي في 13 يونيو 2025 الذي استهدف المنشآت النووية الإيرانية ومع تصاعد الضربات المتبادلة والهجمات السيبرانية والاغتيالات التي استهدفت علماء نوويين إيرانيين، دخلت المواجهة مرحلة أكثر عنفاً انتهت باندلاع حرب مفتوحة.

ومن ثم أسفرت الحرب علي العديد من النتائج ،فعلى الصعيد العسكري استهدفت إسرائيل بشكل مكثف المنشآت النووية الإيرانية في العديد من المدن ومنها أصفهان وفوردو، مما ألحق أضراراً بقدرات التخصيب والبنية التحتية، غير أن إيران، ورغم الخسائر سعت إلى إظهار قدرتها على الصمود عبر تسريع بعض أنشطتها وإعادة بناء ما تم تدميره بدعم من حلفائها الإقليميين، وسياسياً أدت الحرب إلى تصعيد غير مسبوق في المنطقة وأثارت مخاوف القوى الكبرى من انزلاق الأوضاع نحو مواجهة أوسع تهدد إمدادات الطاقة والأمن العالمي، أما بالنسبة للبرنامج النووي الإيراني فقد كان تأثير الحرب مزدوجاً، فمن ناحية، أبطأت الهجمات الإسرائيلية من وتيرة التقدم نحو بعض المشاريع التقنية، ومن ناحية أخرى، عززت الحرب قناعة القيادة الإيرانية بضرورة امتلاك قدرات نووية متقدمة كضمانة للردع وحماية النظام من التهديدات المستقبلية.

الكلمات الرئيسية